منتديات كريستالة
نرحب بك فى بيت الثانى ( منتديات كريستالة ابداع )مع أرق واجمل تحياتنا
منتديات كريستالة
نرحب بك فى بيت الثانى ( منتديات كريستالة ابداع )مع أرق واجمل تحياتنا
منتديات كريستالة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات كريستالة

منتديات كريستالة ترفيهى متنوع
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولالسيرة

 

 لماذا يهربون الناس من المساجد(؟)

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
حالة حب
مشرف
مشرف
حالة حب


ذكر
الجنسية : مصر
تاريخ التسجيل : 07/03/2009

لماذا يهربون الناس من المساجد(؟) Empty
مُساهمةموضوع: لماذا يهربون الناس من المساجد(؟)   لماذا يهربون الناس من المساجد(؟) Icon_minitimeالجمعة سبتمبر 10, 2010 4:56 pm





نقل هذ الحوار من أحد الخطباء فى المساجد

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

من حين لآخر أحب أن أترك منبري، متجولا بين المساجد والزوايا، ومستمعًاإلى مختلف المنابر، محاولا الاطلاع على الواقع الدعوي المنطلق عبر خطبالجمعة.

وقد لاحظت خلال هذه الجولات أمورًا تستحق -في نظري- الانتباه إليهاودراستها، حيث إنها تتعلق بوسيلة أصيلة من أبرز وأهم الوسائل الدعوية، ألاوهي الخطبة.

الجمعة ليست طابورًا مدرسيًّا

لقد شعرت من هذه الجولات ومن الحوارات مع بعض مرتادي المساجد أن كثيرًا منالمسلمين يعتبر صلاة الجمعة مجرد واجب إلزامي، يقبل عليه متثاقلاً، ويقومبه على مضض، كتلميذ مجبر على الذهاب لمدرسته التي يسوقه أبواه إليهاسوقًا! وعادة ما نجد الناس توجه اللوم لهذا التلميذ، وتتهمه بالكسلوبرغبته في اللهو وكراهيته للعلم، دون أن يكلفوا أنفسهم عناء النظر إلىحال هذه المدرسة التي يساق إليها هذا التلميذ، وحال معلميها، وحالمناهجها، وحال مرافقها.

وهكذا يوجه الدعاة اللوم للناس على هجرهم للمساجد وتأخرهم في الحضورللجمعة، ونومهم أثناء الخطبة أو الشرود أثناءها، وانصرافهم السريع بمجردالتسليم وكأنهم حُرِّروا من عقال أو أُخرِجوا من سجن! ونادرًا ما يتساءلالدعاة عن الأسباب التي تدفع الناس لهذا، ولو تساءلوا فإنهم غالبًا مايرجعون الأسباب إلى تراجع إيمانيات الناس وركونهم إلى الدنيا، دون توجيهالنظر إلى المسجد ذاته وما يحدث فيه.

حضور الجمعة موروث ثقافي يجب استثماره


إن من المستقر في الموروث الثقافي والشعبي عند كثير من عوام المسلمين أنصلاة الجمعة لها مكانة خاصة حتى عند من لا يصلُّون غيرها من الفرائض، حيثيحرص هؤلاء على حضورها، ويتمسكون بالقيام ببعض الطقوس الخاصة التي ارتبطتعندهم بهذا اليوم. وفي الحقيقة -على قصور هذا الاعتقاد وهذا العمل- فإنهيمكن النظر إليه من وجهة إيجابية، بالاستفادة منه في إسماع هؤلاء الناس فيهذه الدقائق التي تستغرقها الخطبة ما لا يسمعونه، وتعريفهم ما لا يعرفونه،واضعين في الاعتبار التوجه إليهم بالخطاب الذي يناسبهم، مستثمرين قدومهمالأسبوعي للمسجد في توطيد صلتهم به وتوسيع هامش الرغبة في نفوسهم لزيارتهوالأنس برحابه في كل الأوقات.


أسباب متعددة لنفور الناس


وإذا أردنا أن نقف على الأسباب التي تجعل الناس ينفرون من المساجد، نجدها تنحصر في:

- أسباب متعلقة بالخطيب.

- أسباب متعلقة بالمسجد.

- أسباب متعلقة بالأفراد.

- أسباب متعلقة بالظروف المجتمعية.

وسنقتصر في هذا المقام على الحديث عما يتعلق بالخطيب وبالمسجد، حيث إنالحديث عن الأسباب المتعلقة بالأفراد وبالظروف المجتمعية -وهي كثيرةومعتبرة- لها مقام آخر.



الاسباب المتعلقة بالخطيب


لا ننكر أن بعض الخطباء قد وهبهم الله الشخصية الكاريزمية والملَكة التيتستطيع أن تجذب الناس إليهم، وتأسرهم بحديثهم، ومع هذا فإن الأمر ليس فقطفطرة يعجِز الفرد عن اكتسابها إن حُرِم منها، فمن لم يكن يملك هذه الشخصيةوهذه الموهبة يسهل عليه أن يتمثل ويتشبه بمن يملكونها، ويتبع سنتهموطريقتهم، بشرط أن يعزم على أن يكوِّن لنفسه شخصية مستقلة بالتدريج، وإلاعاش في جلباب من يقلده أبد الدهر، وصار نسخة مشوهة منه، لا يعرفه الناسباسمه ولا بطريقته، ولكن يعرفونه دائمًا منسوبًا لمن يقلده.

كما أن هناك أمورًا ومهارات أخرى مكتسبة لو اتصف بها الخطيب فإنها تعوض-نسبيًّا- النقص عنده في الموهبة، كالثقافة الدينية والحياتية، وسعةالاطلاع، وسلامة اللغة، وحسن الأداء.

إن مما ينفر الناس من الخطيب أمورًا شكلية تتعلق بمظهره وطريقة أدائه، وهيهامة ولا شك، إلا أن ما أريد التركيز عليه هنا هو ما يتعلق بمحتوى الخطبة.


ومن أهم عوامل التنفير المتعلقة بالمحتوى

عدم التوفيق في اختيار الموضوع

يخطئ بعض الخطباء حين يختار الموضوعات التي تهمه هو دون النظر إلى واقعالناس وما يهتمون به ويشغلهم، وهذا لا يعني إهمال ما يراه الداعية واجبًافي الحديث عنه لحساب ما يريده الناس، ولكن يجب أن يحقق الداعية التوازنبين ما يريد أن يربي عليه مستمعيه، وبين احتياجاتهم ورغباتهم، وهذا لنيحدث إلا إذا درس الخطيب جمهوره وتعرف على احتياجاته، وحاول الدخول بذكاءلما يريده عن طريق تلك الاحتياجات والاهتمامات.

تجاهل الواقع:


في وقت كانت الأمة تمر فيه بحدث جلل -وما أكثر الأحداث الجليلة والخطوبالتي تمر بأمتنا حتى إن المرء يلهث من ملاحقتها- ساقني القدر إلى أحدالمساجد، فوجدت الخطيب يتحدث عن مسألة من فقه العبادات، وانتظرت حتى نهايةالخطبة أن يشير -ولو مجرد إشارة- إلى الحدث الذي تمر به الأمة، لاعتقاديأنه من المستحيل تجاهل مثل هذا الحدث، إلا أن أملي قد خاب، ولم يتفوهالخطيب بكلمة في هذا الشأن!!.

ومع احترامي لكل مسائل العلم، فإن لكل مقام مقالاً، فيجب ألا يطغى الحديثعن مسألة فقهية يمكن أن يتحدث عنها الخطيب في أي وقت، على الحديث عن حادثجلل وقع، ويهم الأمة كلها، مما يجعل التعرض له ودراسته وبيان أبعادهوأدوار الناس تجاهه يندرج تحت واجبات الوقت التي إن فات وقتها وقعت.

وإن كان الموضوع الذي يريد الخطيب التحدث فيه وقام بتحضيره بالفعل هامًّامن وجهة نظره، فيمكنه أن يجعل له الخطبة الأولى، على أن يجعل الخطبةالثانية لاستعراض واقع المسلمين وما استجد على الأمة من أحداث ليوقف الناسعلى ما يحدث ويرشدهم إلى أدوارهم تجاه تلك الأحداث.

وليس معنى هذا قَصْر الاهتمام على الأحداث الكبرى، بل إن من مراعاة الواقعأيضًا أن يتطرق الخطيب إلى المشكلات الحياتية للناس ومعاناتهم اليومية،مستعرضًا ما يقدمه الإسلام من حلول لهذه المشكلات وتخفيف لهذه المعاناة.فإن أكثر ما يجذب السامع إليك ويثير اهتمامه هو أن تحدثه عن مشكلاتيعايشها ويشعر بها، وهو متعطش لإيجاد حلول لها.



الصراخ السلبي:


لا شك أن نقد الأوضاع الخاطئة على المستوى الأخلاقي أو الاجتماعي أوالسياسي، هو من مهام الخطيب الرئيسة، على أن يكون هذا النقد موضوعيًّامتضمنًا حلولاً واقعية ممكنة، وواجبات عملية يستطيع الناس الخروج بها منالمسجد والقيام بها في حياتهم.

أما أن يصعد الخطيب المنبر فيظل من أول الخطبة إلى آخرها يصرخ في الناسناقدًا ومعيبًا ومجرِّحًا وشاكيًا، دون أن يفتح أمامهم بصيصًا من الأمل أوبابًا من العمل لإصلاح ما ينقده، فهذا مما يكرِّس اليأس في القلوب، ويزرعالضيق في الصدور، ويزيد الناس آلامًا فوق آلامهم.

نعم يجب أن نقوم بدورنا في توعية الناس بما يحيط بهم من فساد، ولكن بشكليساعدهم على أن يقوموا بأدوار إيجابية في طريق إصلاح هذا الفساد.

ولكي يقوم الخطيب بهذا الدور بشكل صحيح يجب أن يكون لديه اطلاع واعٍ علىالواقع، ورؤية استشرافية للمستقبل، وتصور واضح ومنهجي للإصلاح، يستطيع منخلاله إرشاد الناس وتوجيههم، على أن يراعي قدرات المخاطَبين وإمكاناتهم،فلا يكلفهم بما لا يطيقون ولا يطلب منهم ما لا يستطيعون.

وإن من الوسائل التي تحمِّس الناس للقيام بالأدوار المطلوبة منهم قيامالخطيب بعقد مقارنات بين الواقع الذي ينقده وبين الحال التي يأمل فيالوصول إليها، مما يشجع الناس ويدفعهم للعمل للوصول لتلك الحال التي فيهاصلاحهم وسعادتهم.

ويمكن للخطيب أيضًا أن يعقد مقارنات موضوعية بين الواقع المنقود وبينالماضي المفقود، من خلال عرض أمثلة واقعية ثابتة من أحوال الصحابة رضيالله عنهم، والسلف الكرام رحمهم الله، فيحرص مستمعوه على التأسي بهذهالنماذج الفاضلة.

تفكك الخطبة:

وهذا ينتج غالبًا عن التحضير القاصر للموضوع، أو عدم التحضير مطلقًا، فتجدالخطيب يصعد إلى المنبر معتمدًا على ذاكرته، فيتحدث في موضوع ثم يعرج علىآخر لا صلة له بالأول، يصعد جبالاً ويهبط أودية، يروي الأحاديث بالمعاني،ويذهب بالناس يمينًا ويسارًا، كسفينة فقدت مسارها وتتقاذفها الأمواج،فتتشتت عقول الناس، وتلهث أفهامهم، ويضيع تركيزهم بين المنثورات، ويخرجونمن المسجد كما دخلوا!!.

إن من واجب الداعية أن يقدِّر الرسالة التي يقوم بها، ويحترم المكان الذييتصدَّره، وعليه أيضًا أن يحترم مستمعيه بالتحضير الجيد للخطبة من حيثموضوعها ومبناها وأدلتها وشواهدها؛ لتخرج الخطبة كثوب قشيب، متسقة ألوانه،متكاملة أجزاؤه.


- الإطالة المملة:

أحد الخطباء الأفاضل من الذين ساقني القدر للصلاة في مسجده، مكث يخطب -دونمبالغة- ساعة ونصف الساعة، ولم يفارق المنبر إلا بعد أن صفَّق له الناساعتراضًا وتنبيهًا، وبعضهم احتج عليه رافعًا صوته مطالبًا إياه بإنهاءالخطبة!!. فأيهما نلوم: الخطيب أم من احتج عليه؟؟.

إن مثل هذا الخطيب إذا حاولتَ توجيهه ولفت نظره إلى عدم الإطالة رفقًابالناس، يرد عليك بأن الناس يمكثون الساعات أمام التلفاز وفي الملاعبالرياضية، فلا حرج أن يقضوا هذا الوقت مع الله في مسجده! وفات هذا الأخالفاضل أن الناس إنما تجلس إلى التلفاز أو في مدرجات الملاعب الساعاتالطوال؛ لأن التلفاز والملعب يقدم لهم ما يجذب انتباههم ويوافق أهواءهمويمتعهم، فماذا قدم لهم هو؟! وأنا هنا أفكر بعقول هؤلاء للوصول إلى مايفتح قلوبهم ويجذبهم لبيوت الله.

الاسباب المتعلقة بالمسجد


إن الأمر يشبه التنافس الحادث بين التجار، كل منهم يحاول أن يغري الناسببضاعته، فأحسنهم عرضًا لها وأبرعهم في إقناع الناس بها وجذبهم لها هوالذي يفوز ويحقق الأرباح.

إن بعض الخطباء يعتقد أن الناس عندما يأتون إلى الجمعة يصبحون كالأسرى فييد الخطيب، يطعمهم ما يشاء، ويطلقهم وقتما يشاء، ولا يملك أحد من هؤلاء حقالاعتراض، والخطيب يفعل هذا محتميًا وراء قداسة المنبر التي قد تفقداحترامها مع الوقت بتكرار تلك الممارسات واجتراء الناس عليها، كما فعلجمهور المسجد الذي أشرت إليه.

إننا عندما ننظر إلى سُنة خير الدعاة وإمام المرسلين، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، نجد الأمر على خلاف هذا من ثلاث نواحٍ:


أولاً - فعله الشخصي صلى الله عليه وسلم:

حيث كان من هديه صلى الله عليه وسلم تقصير الخطبة وعدم الإطالة إلا فيالنادر ولأسباب تستدعي ذلك. وقد روى أبو داود بسند حسن أن جابر بن سمرةرضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يطيل الموعظة يومالجمعة، إنما هن كلمات يسيرات".

وروى الشيخان أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كان يُذَكِّر الناس في كلخميس، فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن لوددت أنك ذكَّرتنا كل يوم، فقال:أما إنه يمنعني من ذلك أني أكره أن أُمِلَّكُم، وإني أتخوَّلكم بالموعظةكما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخوَّلنا بها مخافة السآمة علينا.

وقال ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد عنه صلى الله عليه وسلم: "وكانيقصر في خطبته أحيانًا، ويطيلها أحيانًا بحسب حاجة الناس، وكانت خطبتهالعارضة أطول من خطبته الراتبة".

ثانيًا- أمره صلى الله عليه وسلم بتقصير الخطبة:

فقد روى الإمام مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أطيلواالصلاة وأقصروا الخطبة"، وفي صحيح مسلم أيضًا مدَح الخطيب الذي يقصرخطبته، فقال: "من مئنة -أي علامة- فقه الرجل قصر خطبته وطول صلاته". وعندأبي داود بسند حسن أن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: "أمرنا رسول اللهصلى الله عليه وسلم بإقصار الخطب".

ثالثًا- إنكاره صلى الله عليه وسلم على المطيلين:

فقد روى الإمام البخاري في صحيحه بإسناده عن أبي مسعود الأنصاري رضي اللهعنه قال: قال رجل: يا رسول الله، لا أكاد أدرك الصلاة مما يطوِّل بنافلان، فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في موعظة أشد غضبًا من يومئذ،فقال: "أيها الناس، إنكم مُنفِّرون، فمن صلى بالناس فليخفف، فإن فيهمالمريض والضعيف وذا الحاجة".

ولاحظ معي أخي الداعية قول الراوي واصفًا حال النبي صلى الله عليه وسلمحينما سمع شكوى الرجل: "فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في موعظة أشدغضبًا من يومئذ".. لماذا كل هذا الغضب؟ لأنه صلى الله عليه وسلم -وهوالحريص على المؤمنين الرءوف الرحيم بهم والذي يتفطر قلبه إن تفلَّت أحد منأمته إلى النار- يعلم أن هذا باب فتنة وباب تنفير يجب أن يغلق.

ونلاحظ النبي صلى الله عليه وسلم لم ينهر الرجل الشاكي، ولم يتهمه بتفضيلاللهو على الصلاة كما يفعل بعض الدعاة الآن، ولكنه نهر الإمام الذي كانيطيل في صلاته بالناس متغاضيًا عن ظروفهم وأحوالهم.

وفي حادثة أخرى يرويها البخاري أيضًا، جاءه صلى الله عليه وسلم من يشكوإليه تطويل معاذ رضي الله عنه في صلاته بالناس، فقال النبي صلى الله عليهوسلم لمعاذ: "يا معاذ أفتان أنت؟! يا معاذ أفتان أنت؟! يا معاذ أفتانأنت؟! فلولا صليت بسبح اسم ربك، والشمس وضحاها، والليل إذا يغشى، فإنهيصلي وراءك الكبير والضعيف وذو الحاجة". لاحظ تكرار الإنكار ثلاثًا ممايدل على شدة غضب النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الفعل، والتماسه الأعذارللناس ومراعاته لأحوالهم.


الاسباب المتعلقه بالمسجد


أما عن أهم الأسباب المتعلقة بالمسجد نفسه كمبنى وكمؤسسة والتي تنفِّر الناس منه، وتجعله كالأرض الموات، فتتلخص في:

1 - عدم النظافة وسوء التهوية:

فليس هناك إنسان ذو فطرة سليمة يحب زيارة الأماكن غير النظيفة، فضلا عن أنيمكث فيها ويتعبد فيها لربه. وبيوت الله عز وجل هي أولى الأماكن بالاعتناءبها والحرص على نظافتها.

وقد دخلت بعض المساجد فصُدمْت لحالها، من تغطية الغبار لجدرانها، وانتشار الحشرات في أرجائها، وتقرُّح البُسُط وتمزقها.

وبعض الزوايا لا تكاد تدخلها حتى تزكم أنفك الرائحة المنبعثة من المراحيضالملحقة بها، وتزعجك أصوات مستخدميها أثناء قضاء حاجتهم أو وضوئهم، فيذهبهذا بخشوعك، ويجعلك حريصًا على إنهاء صلاتك سريعًا لتفارق هذا المكان الذيوُجِد بالأصل ليحقق لمرتاديه السكن والطمأنينة وراحة البال؛ إذ تعقد فيهأشرف الصلات وأغلاها، ألا وهي الصلة برب السماوات والأرض جلا وعلا.

إن صاحب الذوق السليم لا بد أن تعاف نفسه ارتياد مكان هذا حاله، حتى ولو أطلق عليه الناس اسم "مسجد".

لذا فإن من واجب الدعاة والخطباء أن يلتفتوا لهذا، ويوجهوا عنايتهم وعنايةالناس للاهتمام بنظافة المساجد بشكل دوري ودائم وبمشاركة الجميع، فماأخجلنا أمام الله إذ نعتني بنظافة بيوتنا ونجملها، ونفرط في نظافة بيتهسبحانه.

2 - فساد مرافقه:

فبعض المساجد يهمل القائمون عليها في صيانة مرافقها، أو يؤخرون إصلاحهاإذا فسدت، فتتعطل -على سبيل المثال- مكبرات الصوت أو لا تؤدي عملها بشكلمرضٍ ومريح، فيصل صوت الخطيب أو المؤذن فاسدًا لا يدركه الناس، أو مزعجًالهم ومنفرًا. أو تتعطل المراوح، فيئن الناس من الحر، وتكاد تزهق أنفسهمويختنقون.

أسأل نفسي كثيرًا: لماذا لا تكون مساجدنا مكيفة الهواء؟! لماذا لا يكونفيها سخانات للمياه؟! لماذا توفر هذه الأشياء بعض المتاجر وبعض أماكناللهو، وتُحرَم منها مساجدنا؟؟ ثم نتحسر بعد ذلك على هجر الناس للمساجدوانصرافهم لأماكن اللهو.

إن المشكلة ليست مشكلة تكاليف مادية بقدر ما هي أزمة في التفكير والوعيعند بعض القائمين على هذه المساجد الذين إن حاولت إقناعهم بهذه الأفكاريتعجبون ويعتبرون أن المسجد لو صار بهذه الهيئة المريحة الجاذبة يكون قدحاد عن رسالته!.

أعلم أن بعض المساجد نفذت هذا بالفعل، ولكننا نريد انتشار هذه الفكرةلتكون عاملا مساعدًا يساعد على أن تهفو قلوب الناس إلى المساجد؛ حيثينعمون في رحابها بالراحة، ويؤدون عبادتهم بطمأنينة نفس وسكينة قلب.

3 - انعدام الأنشطة المصاحبة:

حيث نجد بعض المساجد تفتقد إلى أنشطة يتفاعل معها الناس وتربطهم بالمسجدوتجذبهم إليه؛ كمقارئ القرآن، وحلقات الذكر، ودروس العلم، كما تخلو مناللوحات التعليمية والإرشادية، والمكتبة الصوتية والمرئية... إلى آخر مايمكن عمله من أنشطة داخل المسجد، أو منطلقة من خلاله كالرحلات والقوافلالطبية والدعوية، وفصول التقوية... إلخ.

فمن واجب الخطيب أو القائمين على المسجد أن ينشئوا هذه الأنشطة ويفعّلوها ليصبح المسجد منارة للناس، يهتدون به ويلجئون إليه.

4 - سوء خُلق القائمين عليه:

فبعض من يقومون ببناء المساجد والزوايا يظنون أنهم يحق لهم فرض سيطرتهموآرائهم عليها ما داموا هم من قاموا ببنائها، خاصة لو كانت كل مؤهلاتهمأنهم من أصحاب الأموال أو الكبراء، وليس لهم أدنى نصيب من العلم الشرعي؛فتنشأ بسبب ذلك مشكلات كثيرة، ونزاعات لا تتوقف بينهم وبين مرتادي المسجد.

وقد يحدث أيضًا أن يتنازع السيطرة على المسجد وأنشطته تيارات مختلفةفكريًّا، فيحاول كل منهم الاستئثار بالأنشطة واستمالة الناس إليه، وتجريحالتيار الآخر لينفض الناس عنه، وتنتج عن هذا شحناء وخصومات بين أنصار كلتيار.

ولا شك أن شيوع هذه الروح داخل المسجد تسبب نفور الكثير من الناس الذي لا يحبون الدخول كأطراف في هذه الصراعات.

ولو أن الجميع فقه قوله عز وجل: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ للهِ فَلاَتَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَدًا} [الجن: 18] لعلموا أن المساجد ليس لأحدعليها حُكم أو سلطان سوى الله عز وجل، من خلال تشريعه سبحانه، واقتداءبسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

كانت هذه إخوتي الدعاة بعض الأسباب التي تنفِّر الناس من المساجد وتصدهمعنها، وكما ذكرت في البداية فإننا اخترنا الأسباب المتعلقة بالخطيبوبالمسجد للحديث عنها في هذا المقام، ونسأل الله عز وجل أن يهيئ لنامقامًا آخر نتعرض فيه للأسباب المتعلقة بالأفراد وبالظروف المجتمعية؛ فيمحاولة منا لتعبيد الطريق أمام المسلمين لعبادة ربهم وعمارة مساجده

بسم الله الرحمن الرحيم

{إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْآمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَىالزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَن يَكُونُوامِنَ الْمُهْتَدِينَ}

[التوبة: 18].

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هولى مان
المدير العام
المدير العام
هولى مان


ذكر
تاريخ التسجيل : 20/02/2009

لماذا يهربون الناس من المساجد(؟) Empty
مُساهمةموضوع: رد: لماذا يهربون الناس من المساجد(؟)   لماذا يهربون الناس من المساجد(؟) Icon_minitimeالأحد سبتمبر 12, 2010 6:47 pm

الف شكر ليك جبيبى على الموضوع ولونو شائك بعض الشئ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://crystala.yoo7.com
 
لماذا يهربون الناس من المساجد(؟)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قريباً سيحمل الناس في جيوبهم الجوال فقط
» فــن التعامل مع الناس ذوي الطباع الصعبة
» لماذا
» لماذا لا تصلى
» محمد حسان - خاتمة رجل لا يصلى وكان يُقرض الناس ...

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات كريستالة :: القسم الاسلامى :: روحـــــــانيات-
انتقل الى: